تتعدد المداخل الاستراتيجية للإصلاح التعليمى ومنها : ( ٧
. مدخل اللامركزية كرؤية للاصلاح المؤسسى فى التعليم قبل الجامعى :
لقد ادت عيوب المركزية فى التعليم المصرى إلى الانتقال إلى المركزية ، واعتمد قضية إصلاح التعليم
وتطويره فى مصر ... على التحول إلى اللامركزية ومسايرة الاتجاهات العالمية لذا أصبحت اللامركزية
اتجاهات وسياسة جديدة للإصلاح المؤسسى فى التعليم المصرى ورفع مستوى جودة أداء المؤسسة
التعليمية بصفة عامة وجودة المنتج التعليمى أو الخريج بصفة خاصة " ( ٨) وعليه يصبح من " اهم أهداف
اللامركزية فى التعليم تحقيق جودة وفعالية الخدمات التعليمية .. التى تعتمد على خصائص المدرسة ... كما
يمثل الهدف من اللامركزية فى التعليم إتاحة قدر أكبر من إشراف المجتمع المحلى على المدرسة ) وعلى
المعلمين ، وممارسة الأباء وعمليات محاسبية مباشرة عليهم ... وقد يؤدى المزيد من الاشراف إلى جودة
أفضل للتعليم الذى تقدمه المدرسة ويعتمد ذلك على خصائص المدرسة ، حيث تؤثر اللامركزية على
خصائص المدرسة مثل معدل طالب / معلم ، وتقويم المعلمين ، والعلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلى ...
. ( وتعمل اللامركزية على تحسين خصائص المدرسة مما يؤدى إلى جودة المنتج التعليمى أو الخريج .. " ( ٩
. مدخل المعايير القومية لإصلاح وجودة التعليم بالمدرسة:
ويعتبر مدخل إصلاح المدرسة وتطويرها على المعايير القومية أحد المداخل لإصلاح التعليم بالمدرسة ،
لتحقيق صورة جيدة وإيجابية عن المدرسة إعتمادا على مجموعة من المعايير للجودة ، ويقوم هذا المدخل
على إتاحة الفرصة للمدارس لتطوير نفسها وإصلاحها ذاتيا إنطلاقا من تحديد بعض المعايير التى يتم من
خلالها تحديد مستوى جودة الأداء بها ( ١٠ ) ومن هذا المنطلق تؤكد أهداف السياسة التعليمية للتعليم قبل
الجامعى فى مصر الانتقال من الاتاحة التى تعنى توفير فرص تعليمية متكافئة لجميع التلاميذ والطلاب إلى
( الجودة التى تعنى الإصلاح والتحسين المستمر للعملية التعليمية بالمدرسة وفق معايير الجودة القومية ( ١١
.
. مدخل إصلاح التعليم المتمركز على المدرسة :
يختلف هذا المدخل فى الاصلاح عن فكرة تحسين النظام التعليمى ، فمدخل الاصلاح المتمركز على المدرسة
هو التحول الطبيعى من النمو الكمى للمدخلات التعليمية ( مدارس ، معلمون ، أبنيه مدرسية ، أجهزة
وأدوات وغيرها ) إلى إحداث تغيير كيفى فى فكر الاصلاح بمعنى الانتقال من الكم إلى الكيف ، ومن الاتاحة
إ لى الجودة ، ومن التركيز على المدخلات إلى التركيز على جودة المنتج التعليمى الخريج ، ومن ثم يتجاوز
هذا المدخل تحسين النظام التعليمى ، إلى جعل المدرسة لها القدرة الذاتية والأكاديمية والمهنية على تحمل
ا المسئولية كاملة للمساءلة والمحاسبية ، كما يجعل المدرسة قادرة ذاتيا على إجراء عملية التقويم وتصحيح
مسارها وعلاج سلبياتها ، وبناء خطط التطوير والاصلاح ، وفى النهاية يجعل من المدرسة مدرسة عصرية
جاذبة للتلاميذ والطلاب تجمع بين وظائف تعليمية وتربوية وتنويرية ، مدرسة عصرية تتحول من مجرد
مبنى ولافته ، إلى معنى ودلالة وإشعاع ثقافى وتنموى .
. مدخل المشاركة المجتمعية لدعم وإصلاح التعليم :
ومن مداخل الاصلاح التعليمى أيضا مدخل المشاركة المجتمعية لدعم وإصلاح التعليم : تقوم فلسفة هذا
المدخل على أساس أن تطوير التعليم وإصلاحه لم يعد مسئولية الدولة فقط ، بل صار قضية مجتمعية وعملا
قوميا ، مما يقتضى بالضرورة " دعم المجتمع كافة للمؤسسة التعليمية فى صورة مشاركة مجتمعية من
كافة الهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدنى بتنظيماته وجمعياته الأهلية وأصحاب
الأموال ورجال الأعمال ، والأحزاب ، وأولياء الأمور القادرين وغيرهم ، لذلك أصبحت المشاركة المجتمعية
. ( ركيزة رئيسية ومحورية فى بيئة مجتمع المعرفة لدعم إصلاح وتطوير التعليم لبناء المعرفة فى مصر ( ١٢
ونتيجة لانتشار ثقافة المشاركة وتزايد الوعى بها وبأهميتها ، لم تعد المشاركة المجتمعية مجرد
مفهوم يتردد أو جهد تطوعى يبذل لتطوير التعليم ، وإنما صارت المشاركة ضرورة وحتمية لزيادة كفاءة
النظام التعليمى وتحقيق جودته .
وفضلا عن المداخل السابقة لإصلاح التعليم وتطويره يوجد المدخل التقنى لتعظيم واستخدام
التكنولوجيا فى دعم النظام التعليمى . وغيره من المداخل الأخرى
ومن الجدير بالذكر أنه مع تعدد مداخل الاصلاح التعليمى يركز البحث الحالى على مدخل الاصلاح
لتأكيد ضمان جودة التعليم قبل الجامعى والاعتماد School Based Reform المتمركز على المدرسة
التربوى ، حيث يؤسس هذا المدخل على خصائص وصفات ومكونات المدرسة وجوانبها ، من إدارة
مدرسية ومعلمين ، وتلاميذ أو طلاب ، ومناهج ومقررات دراسية ومبنى مدرسى وتجهيزات وأدوات ،
وغيرها .
وايضا لأن هذا المدخل يحقق مبدأ التعليم المتميز ، حيث يكون كل متعلم قوة مضافة إلى الرصيد
القومى المصرى ، فى عصر المنافسة العالمية ، ومن ثم " لابد أن نعبئ قوتنا البشرية وأن نرفع قدراتها
إلى أعلى مستويات الكفاءة والخبرة ومن هنا فإن مبدأ التعليم المتميز .. لم يعد شعارا ترفيا .. إنما أصبح
. ( ضرورة بقاء وضرورة للأمن القومى المصرى والمنافسة العالمية " ( ١٣
وأيضا لأن هذا المدخل يجعل من المدرسة " مدرسة جديدة للمستقبل جديدة فى مبناها ، جديدة فى
محتواها ، جديدة مناهجها ، جديدة فى أنشطتها ، جديدة فى طرق التدريس بها ، جديدة فى الأساليب
التكنولوجية المتاحة لأبنائها ( ١٤ ) فتصبح المدرسة مدرسة فعالة ومؤثرة وهذا الاصلاح المتمركز على
حيث يعنى هذا ، Quality Assurance المدرسة والمستمر بها يؤدى إلى تأكيد ضمان جودة التعليم بها
المصطلح مدى استيفاء الجودة لجميع عناصر العملية التعليمية ( بالمدرسة ) من مناهج وبرامج ومؤسسات
وطلاب ومعلمين .. ومختلف الأنشطة الحياتية التى ترتبط بالعملية التعليمية ( بالمدرسة ) بهدف تطويرها
. ( وتحسينها بصورة مستمرة " ( ١٥
ومن الجدير بالذكر أنه إذا كان الإصلاح المتمركز على المدرسة والمستمر سوف يؤدى إلى تأكيد
التربوى لها ، Accreditation ضمان جودة التعليم بالمدرسة ، فإن تلك الجودة تؤدى إلى الاعتماد
ويمكن صياغتها فى العلاقة الخطية التالية :.
الإصلاح المدرسى جودة التعليم بها الاعتماد التربوى .